مادونا عسكر/
لبنان
غنّي،
لتشرّعَ الشّمس أحضانها
وتضمّ المسكونة بدفء جديد.
ليعود القمر الخائف من
غربته، ويرتمي على أهداب اليمّ المتخبّط بضجيج العالم.
ليرقدَ الوجع وتزهر
البوادي، وتنتعش الكروم.
لترنّمَ الجبال صلوات
الفرح، وتقرّب اخضرارها قرابين حيّة للإله.
غنّي،
ليعبر الصّوت إلى ضفاف النّفوس. يستكين وجعها
وتتصالح مع أعماقها المضّطربة، المتألّمة.
ليتهذّبَ الحسّ، وتنفجر
مآقيه سلاماً.
لتثقلَ روحكِ ضمير الحروب،
وتجفّ أنهار الآلام، وتتحطّم أمواج الموت على صخرة صوتكِ.
غنّي،
لتتأمّلَ الإنسانيّة
الصّمت، وتصغي لعذوبة النّغمات، وتغربَ أحزانها مع انبلاج الألحان.
لتعبرَ من الظّلمة إلى
النّور، وتهتدي إلى سبل الصّفاء المسترسل من قلب الله.
غنّي،
ليستعيد العالم ملامحه
البهيّة، وتنفرج موسيقاه، وتنبعث براءته الشّجيّة.
لتموتَ الأسماع والأبصار،
لتنتفيَ الحواس كلّها، وتقوم من جديد بنغمة من رقّة الصّوت.
فيروز... غنّي.
لتغدوَ الأنفاس خضراء،
نديّة.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق