‏إظهار الرسائل ذات التسميات إشراقات السَّحَر. إظهار كافة الرسائل
‏إظهار الرسائل ذات التسميات إشراقات السَّحَر. إظهار كافة الرسائل

السبت، 18 فبراير 2017

إشراقات السَّحَر- الجزء السّادس عشر


العهد
سيكون ما سيكونْ
تهيئة للعهد الجديدِ
للوعد المنكشف المستترِ
في ثبات اللّيلِ
وموعظة النّهارْ...
تلقى أنفاسي بين يديكَ
تكتبُ ما غفل عنه الأنبياء
أهيم بقربكَ
أعتصم في روح الحرف المحيي
من لي سواكَ
رعشة حياةٍ
تبلّغ قلمي مناهل العشقِ
توقظ الرّقادَ يوم أُعلن موتي
وأحملنا إلى أرض الأحياءْ.

 ---------------

همسك النّاعم اللّطيف يبكيني
وصمتك السّائغ يبكي السّماء..
---------------





إشراقات السَّحَر- الجزء الخامس عشر


أصغِ
أسنِد روحك إلى صوتي
واصغِ
إلى مداد الكلماتِ
تنبعث من ابتسامةٍ رسمْتَها الآنْ
على ثغر الكلمة
تجمع بعضك في كلّي
وكلّي في بعضكَ...
ملء الأزمنة صوت ينادي ويصمتُ
وملء الرّوح كلمة
تقولنا فتتجسّد...
---------------
انبثاق
أسكن في وعيكَ
في ضمير الأنا الحيّ
جمال يرهق القلب حدّ التماع الجرح
ونزف المحبّة...
تألّمْ كثيراً
تنلْ عريَ القوافي
وانتشاء القصيدة
تألّمْ أكثر
تتهاوَ على مشارف السّماء
تحصد بواكير الوحي
أوّل البدء
مستهلّ النّور...
----------------
توق

أراني
وتراكَ
ما نفع النّظرْ
جدائل الحبّ تلتفُّ حول الغروبِ
فارْنُ
إلى الشّرقِ
وارتوِ...
مُدَّ خيوطاً حكتها من أجلي
أُنصتُ
إلى صوتِ السّكونِ
وأرتوي...
لقاؤنا عناق كلمةٍ
احتجبت في زهرةٍ
تتوق إلى موسم القطافِ...
---------------

إشراقات السَّحَر- الجزء الرّابع عشر-


نار من أبد

دهشةٌ
ثمّ وجعٌ
ثمّ ألمٌ
ثمّ فرحٌ
مقامات يهتدي إليها
غرباءٌ
بكى زهدهمُ
على مفارق ربيعٍ متجدّدِ
نفوسٌ
غائرة في عبق الشّتاءْ
تتصوّف في ما يُشبه خرير القطراتِ.
فرحٌ
ثمّ ألمٌ
ثمّ وجعٌ
ثمّ دهشةٌ
نار من أبدْ
تشتعل في قلب الماءْ
تتنهّد وتنثني
وتنتظرْ...
---------------
حياتي دمعة


حياتي دمعةٌ
تتكّئ على رؤىً
توارت في حنايا العبقِ
في عيون تبتسمُ
وإنْ
أغواها الحزن وتبرعمت أغصانهُ
تودّع ملامحي
تعلّق زنابقها على هدى عينيكْ
أنّى نظرت تراءت لها سماءٌ
وحبيب يرعى صخرة ً
عليها بنيتُ إيماني

-----------

إشراقات السَّحَر- الجزء الثّالث عشر-


خطوة
أحبّ لأكتب موتي في قلبكَ
أحرق جميع خطواتي
إلّا
واحدة،
ترتقي
إلى مدام عينيكَ
أستقي شراب كرمة خالدة
وأغفو حرّةً
في همسك الرّقيقْ
لأصحوَ في مدينة بيضاءْ
أوردتها زرقاءْ
تهدهد البحر فيستكينْ
تداعب الغمامَ
فيبسم دمعهُ
أزهاراً تبرعم في قلبي الحقيقة. 
---------------
تجرُّد
إذا ما نزف التّجرّدُ
أعتق الظّاهر من وصلٍ
 يدورُ في الأرض ولا يستكينُ
واعتقل القلب في معابد الألمْ
يطوف حول زهرةٍ
أو نغمةٍ
أو نسمةٍ
ينزف ولا يُتعبه الطّوافُ
يبكي ولا تُثقل أهدابه البسماتُ

---------------
ينبوع الصّمت
ما أشقى الصّمت وعذابهُ
إذا فارق ظلّ قلبك الحلو
ضجيجٌ ينحدر بالرّوح إلى هاوية الشّقاءْ
وسراب حبٍّ يهوي في حقيقة الدّجى
ما أعذبهُ وأحلاهُ
يعانق أنين قلبي
آلام تنحدر من صليبٍ أَقبَلُهُ طوعاً
ألامس به وجه السّماءْ
أسالم به أهداب الأرضِ
رنين يتصاعد من قيثارة بلا أوتارْ
تشدو بلاغة تجذبني إلى مخدعك السّرّيّ
أصغي إلى سراجها المتّقدِ
وأستقي معك خلاً ومرّاً
حتّى أستحقّ مباهج حبّكَ.  

-------------

إشراقات السَّحَر- الثاني عشر-


أنا وحدي أراكِ



كنت أراكِ في القصائد تنشئين وتكبرين
تبارى الشعراء في رسمكِ...
كم شاعر سهر لتصوير ابتسامتكِ
كم شاعر جرّب أن يحاكي عينيك تنفتّحان صباحاً
ليصحوَ الكون حتى تريه فيسعى إليكِ
كم شاعر بكى حتى مات لأنّه عبثاً سعى إلى سرّكِ
كم شاعر جنّ لأنّه خرج يجوب الأرض بحثاً عنكِ
فلم يجدكِ...
كتبوا وماتوا ولم يرَوْكِ
كنتِ في دواوينهم عروس الكون تكمل زينتها
وذات مساء خرجتِ لي وقلتِ:
" ها أنا حبيبي قد اكتملت لكَ"...
وحين أخذت يدك بين يديّ علمت أنك لست من بنات الشعر والخيالْ
بل أنت حلمي صار بين يديّ
لأنت الحلم والحقّ...
وما أنا بمجنونٍ،
ولكنّ يقيني أنّهم لن يصدقوا...
هم لا يرونَكِ
أنا وحدي أراكِ...
---------------
سحاب أزرق
يخرج عن مسار اللّاشيءْ
يروم ما بعدهُ
يلتمس شذا جداول رؤيويّة
تهدر بصمت مؤلمْ
تجرف بدءاً يتجدّدْ
ونهايات تبتدئْ...
يتفلّت من قبضة سنونوة مهاجرة
 يحفر في قلب الرّيح نغمة
يطلق لها العنان نحو الشّرقْ
يقف على سحاب أزرقْ
غريباً
وحيداً
متفرّداً
يغسل بقايا الكلماتْ
ويخطّ آخر مدامع القصيدة...

---------------

إشراقات السَّحَر- الحادي عشر-



أهو حمام يغرّد خارج السّربِ
يتقن إنشاد الرّؤى
ويحطّ بين قناديل مهترئة
أم سحب تتلبّدُ
في قطعة من السّماءْ
حاملة معها إعصار الخريف الكئيبِ
---------------
يطيب لي
أن أتفيّأ في ظلّ ثلجك الأبيضْ
وأقتفي أثر العصافيرِ
المرتحلة إليكَ
على أجنحة الشّفق المرنّمِ
تبلّغك شوقيَ السّاكنِ
في هدب غيمةٍ
لو بكتْ
انسكب طلّها في عينيكَ

وأزهر الرّبيعْ.

بسمة الحياة
ابتسمْ
ليغرّد المطرْ
يرنو إليكَ وينتظرْ
ويحلمُ بألحان النّدى
تتلوّن بأنوار فجركَ السّني ...
سيّانْ
بسمتك والمطرْ
هي تصعد سنابل الحقّ في قلبي
وهو يزهر براعم الورد في الأرضِ.
ابتسمْ
لتولدَ الحياةْ
ويمتزج طيبها بما تبقّى من الزّمنْ
سيّانْ
بسمتك والحياةْ
أنتَ حياة تمحو الذّكرى
تُحدِّث الآن المتجلّي
والحياة منفى الموتِ
ترتسم بهاءٍ في قلبكَ الأزهرِ.
---------------

إشراقات السَّحَر- الجزء العاشر-



حالة حضور

لا تحضرُ، لا تغيبْ
لا تتكلّمُ، لا تصمتْ
لا تدمعُ، لا تضحكْ
لا تشرقُ، لا تغيبْ
حيّ أنتَ كما الرّيحْ
كما الجمال المحتجب في أسارير المزاميرْ
كما العيد يعانق الآنَ
ويتجلّى استحضاراً للّحظة بقوّة الرّوحْ...
بيني وبينك مسافة حبٍّ
وأنامل زرقاء ترنو إلى همسك الشّهيّ
وعبير سراج يئنُّ لقطرة ابتسامةٍ
تهوي في شعلة القلب فيستكينْ...
حضور مصلوب بين الأرض والسّماءْ
يذوق مرَّ المنونِ
فتطيب له الحياةْ...
---------------
أُتقن انتظارهُ

أُتقن انتظارهُ
حين يلتحف الصّمتَ
ويزهد في قلبي...
يُتقن الصّمتَ
ويتجرّع انتظاري
من سراج الشّوق المضطرمِ
كلّما تاق صمت الياسمين إلى عناق الفجر المنتظَرِ...
دمعة أولى تتجدّدُ
في رحاب العينين السّاكنتينِ
تبوح برقّة الكرومِ
وانسكاب العبير في الحدائق المتعبةِ
تشتهي اللّقاء وهو قائمٌ
تختلج في صفو الهوى والألمِ
وتنبعث لغة تغرّد في الأثير المتلألئِ
تبلّغ لهفة انتظاري الصّامتِ
إلى حبيب  يتقن احتضان لغتي...
---------------
السّرّ

السّر يتجلّى لحامل الفيض في ضمير قلبهِ،
يلمع في سماء عينيهِ
قوس قزح يتلألأ في أحضان الأكوانِ
بعد طلّ روى غليل الأنامِ.
في سماء عينيه عبرات ماضية حيث للجمال موطنٌ
تبارك أزاهير الشّوق المشتعلة
وتختفي خلف صمت الأودية
لتعود وتظهر كالبرقِ
تهيّئ للسّحاب مواعيد المجدِ.
السّرّ حقيقة تشرق لغريب عن حقائق الأرضِ
يحيا في صميم العالمِ
غير أنّ السّرّ مسكنه منذ البدءِ.
يتطلّع دوماً إلى مسارح الحبّ
حيث العطر دائرة من نورٍ
ينسكب فيها دفق نبضه المشتاق لذرى الأعالي.
---------------



إشراقات السَّحَر- الجزء التّاسع-




نزف الشّوق

الأيّام كلّها متشابهة
تنوء بها أمطار الخريفِ
إلّا يوم ينبثق من رفيف عينيكَ
يبدّل ملامح القطراتِ
يشكّل سحنة الشّمسِ...
في سماء الهوى مقلٌ
تتلبّد مآقيها
تنذر بنزف الشّوقِ
حتّى الرّمق الأخيرِ...
---------------
صفوة الشّعرِ

صفوة الشّعرِ
قصيدة صامتة
تشدو على مسامعك أفراح حزني
وابتهاجي.
موسيقىً
تعزف في حنايا الدّمعِ
رخامة صمتي
وألحاني.
تحياكَ شوقاً
وتسلم الرّوح بين عينيكَ
وأهدابي.
رؤىً
سكرانة من فيض الحبِّ
تمتزجُ وتبكي
وفي سكون اللّيل العجيبِ
تهب الوحي للشّعراءِ.
---------------
الشّتاء لغة الغرباء

بيني وبينك حبّات المطر السّعيدِ
تتراقص بخفّة على مسرح الإلهامِ
ترسم بين القطرة والقطرةِ
" أحبّك"...
تلوذ في تجلّي الرّؤى
وتهتدي
إلى سبل عينيكَ
على وقع خفر القمر المحتجبِ.
الشّتاء لغة الغرباءِ
وعزاء الصّامتينَ
يأوون إلى خدرهِ
كلّما
لاحت في الأفقِ
تراتيل الشّوق الحزينِ.

---------------

إشراقات السَّحَر- الجزء الثامن-





وجهك وطني
حيث تكون عيناكَ
يزهر وطني
فيض عطرٍ
يزور الأرض من وجه الصّباحِ
وحتّى هيام الشّمس في حنان الشّفقِ.
الوطن وجوه يا سيّدي
وجهك الباسم على ثغري
المترامي بضحكته  حتّى أقاصي الأرضِ
يلوّن الأمكنة بسرّ الوجودِ
يطبع على خدّها قبلة مقدّسة
تحيي في الأوطان روح الجمالِ...
الوطن غربتي في أنسكَ
وارتحالي في سكناك العذبِ
سحابة زنبق تحملني إلى جبل التّجلّي
أرى صوتها يرنّمُ:
" ليتنا نبقى هنا يا سيّدي"...

---------------
القصيدة السّعيدة
علِمتْ أنّي إليكَ ذاهبة
قاصدة صرح الجمال والوقارْ
فضحكت، وتراقصت الضّحكات على ضفاف زمانها
فتوقّفَ...
هامت في سجود طويل أمام عينيكَ
فهل للزّمان دلالة عندما نقفْ؟
ألستَ أنتَ،
أن  نتذوّق، في هذا الزّمان، ما يطير بنا نحو الأبدْ؟
ألستَ أنتَ،
أن نذوب في طيفك البهيّ، ونندهشْ
ونثمل، برجاء القيامة إلى الحبّ الأعظم؟...
تلك الزّنابق، تعلمُ، كما أنا
أنّها إليك قادمة
قاصدة صرح الجمال والوقارْ
فتضحك، وتتراقص الضّحكات على أطراف زمانها
فيتوقّفُ هوَ،
وما تبرح  هي سابحة في كنف مجدكَ...

---------------
نسيم الشّوقْ
الأرض ساكنة
والجبل يقتفي آثار نسيم الشّوقْ
أخفّ إليكَ
على جناحيْ كلمة
وبسمة دمعة
أعبر جماد المكانْ
وجهالة الزّمانْ...
رفرفت زنبقة في خدر السّماءْ
تسألني:
- هل نطيرْ؟
ثمّة زورق على أمواه الحبيبْ
يحملنا إلى الضّفّة الأخرى...

--------------