السبت، 19 أبريل 2025



Portrait imaginaire d'Horace par Anton von Werner.


مقطع من قصيدة "لوحات الطّبيعة"للشاعر الفرنسي مارنيزيا المتوفى سنة ١٨٠٠م

ترجمة مادونا عسكر/ لبنان

 

.Horace ne vit plus qu'au  temple  de  mémoire

.Il n'est resté de lui que ses vers et sa gloire

,Pour l'ami qui survit, triste soulagement  

! Mécène en ses jardins élève un monument 

,De ses bois fréquentés par tant d'hommes célèbres

.Il ne recherche plus que  les cyprès funèbres

Sous leur ombre lugubre il cède à ses douleurs

.Et se livre au plaisir de répandre des pleurs

,Asile de la mort, retraite taciturne

,Vous élevez son âme ! Appuyé sur une urne  

,Du songe de la vie, il voit la vanité  

.Et de son terme enfin, n'est plus épouvanté

,Il mesure l'abyme et veut, près d'y descendre  

,Aux restes d'un ami qu'on unisse sa cendre 

,Il embellit la mort dans sa touchante erreur  

.Et croit que dans la tombe il sentira son coeur

Mais c'est en vain qu'il veut préserver sa poussière

:De l'empire du temps sur toute la matière   

,Rien ne reste de nous, quand nous ne sommes plus  

.Si nous ne  survivons par l'éclat des vertus

Essai sur la Nat. champ, poèm. Ch. 2

 

هوراس* ما عاد حيّاً إلّا في معبد الذّاكرة.

ما بقي منه إلّا أبياته ومجده.

للصّديق النّاجي، راحة حزينة،

ماسيناس* في حدائقه شيّد نصباً!

في غاباته المرتادة من رجال مشهورين،

ما عاد يبحث إلّا عن السّرو الجنائزيّ.

في ظلّه الكئيب يرضخ لآلامه

ويستسلم للذّة ذرف الدّموع.

ملاذ الموت، اعتزال صامت،

أنتم ترفعون روحه! متكئاّ إلى جرّة،

من حلم الحياة، يرى الغرور،

ومن أجَلِه أخيراً، لم يعد مرعوباً.

قريب من حافة الهاوية، يقيسها ويريد

أن يتّحد برماد صديق؛

يجمّل إثم الموت المؤلم ،

ويؤمن أن في قبره سيشعر بقلبه.

لكنّه عبثاً يسعى لِصَون غباره

من سطوِ الزّمن على كلّ مادّة:

لا يبقى منّا شيء، حين نفنى،

 إذا لم ننجُ بإشراقة الفضائل.

--------------------------------------------------------------------------------

*هوراس: شاعر غنائي وناقد أدبي لاتيني من رومانيا القديمة. ٦٥ق.م-٢٧ ق.م

*ماسيناس: رجل سياسي روماني، اشتهر بتكريس ثروته وتأثيره للفنون والأدب. 

 





لعنة البركة


مجرّد خبر

مجرّد عدد

مجرّد أنين

مجرّد ذلّ

مجرّد تشرّد...

تعزف خرافة المجبولين بالوهم،

بالخرافة،

سمفونية النّحيب الكاذب

على أوتار صخرة خرج منها ماء

على وقع أقدام

عبَرت مستنقعات الدّم،

يقودها منذ البدء

السّفّاح الأعظم...

وهم الوهم.

خرافة تصارع خرافة

على وقع صمت الأشلاء

على مرأىً من عين عمود النّار.

خرافة تنازع خرافة

وتغلب،

وتمضي،

وتبني مذبحاً،

وتقول:"ها أنا، غلبت، لأنّي رأيت ما رأيت وبقيت حيّة!"

مجرّد خبر

مجرّد عدد

مجرّد أنين

مجرّد ذلّ

مجرّد تشرّد...

الموت الجائع لا يشبع

أتون النّار لا يخمد

يتجرّع الفتية الصديقين

ولا تصير النّار برداً

يتضرعون واللّهيب يستعر

يسبّحون ولا من يستجيب.

إنّ يعقوب هناك

يصارع الله

ويغلب.

إنّ يعقوب هناك

على مذبح اللّعنة

يسبّح نفسه،

ويغلب!

 

الاثنين، 26 يوليو 2021

 



تواشيح الندى الأخضر

مادونا عسكر/ لبنان

1

امشِ على أهدابي

حتّى أغفو

نزهة عاشق في جنان

عينٍ

كلّما رفّت

اشتعلت نار العبادة

2

من حولكَ

ليل متعبٌ

وهوىً

يطوف في الأرض يشتهي مأوى

حتّى غفا كالسّكران في يديكَ

أيّ همسٍ منك الدّجى

كان يسمع

أيّ نجوىً أسَر مجرى الحبِّ

فصار كونيَ أوسع

كلّ عزفٍ في القلبِ

ترانيم الحبّ يقرع

كلّ دفقٍ من أطيابكَ

للآبادِ في نفسيَ الورد يزرع

والآهاتُ

أسحار لا تنتهي

وقطرات سماويّة في أهدابيَ تلمع

3

في غِنىً

عن الحجِّ إلى بقاعٍ

واهية

في غنىً

عن طوافٍ في العالم السّفليّ

لحظة حبّ في خاطركَ

أبدٌ

متجدّد في خاطري.

4

متوهّجٌ، متّوَقّدٌ، متضرّمٌ

ترانيم الشّوقِ

المبلّلة أطرافه

بسعير جهنّمِ

5

هناك،

تتجلّى أيّامي الوحيدة

عمرٌ

واحدٌ

لا أيّام فيهِ

وسنون في عينيه تبتسمُ

6

يهزمني ليلٌ

ثم فجرٌ

ثم ضياء

أنا المتلاشية بين قطرات الندى

أعوذ بقدماء الآلهة

أتوسّل بينها

إلهاً

نثر في دمي ندىً أخضر

الأحد، 14 فبراير 2021

مبتدأ وخبر

 



مادونا عسكر/ لبنان

(1)

هذه الحياة كناية عن جمل اسميّة تقتحمها الأفعال على استيحاء.

(2)

من ذا الّذي يستطيع التّفلّت من إله القطيع؟ إذا ضلّ عن عمدٍ أو سهواً أعاده الرّاعي بقوّة الجوع والجهل. 

(3)

في هذا الوجود الضّخم، النّابض بحركته المذهلة، المحيّر بوفرة أسراره، المدهش بجلال نظامه،  تتبجّح حفنة من الغبار بحجمها. 

(4)

لستَ تَدري أيُّهمُ أنت إلّا لحظة انهازمِهِم أمام أناك البسيطة.

(5)

خطاب الآلهة المتسربل ثوب أشباه الآلهة، خميرة العجين الفاسد.

(6)

أنت لا تخاف من الموت على من تحبّ، أنت تخشى قمَع فيض الحبّ الّذي يفرضه الرّحيل.

(7)

ما يقارب الثّلاثة آلاف خطوة، سحلت المحبّة ابنها في شوارع المدن المقدّسة.

(8)

الحقيقة. ما من أحد يقوى على تجرّعها بسلام. علقمٌ ينسكبُ في النّفس بعد سنين عقيمة كأمر واقع.

(9)

الحملان المتدثّرة بثياب الأنبياء أشدّ فتكاً من الذّئاب الخاطفة.

(10)

قيل إنّ الكلمة كالرّصاصة، تخرح ولا تعود. فماذا  بكلمتين أو أربع أو ثلاثين أو فصول تخترق التّاريخ، وتسير مع الدّماء في خطّين متوازيين.

(11)

الوعي بالمحبة غياب. الفناء فيها وعنها حضور.

 (12)

يتبدّل فهم العلوّ بقدر ما يحتجب العمق  في الإصغاء إلى أنفاس الكون. لا أحد  يلمس إلّا الصّورة.

(13)

كلّنا عنصريّون. لا يغرّنّك خمار بلون إنسانيّة لا تعرف عن ذاتها إلّا ترابها.

(14)

ادّخرت لنا الفنون قوتاً لأيّام الجوع العبثيّ.

(15)

حدّد النّور قبل أن تسلك فيه. غالباً ما تخدش حياء الأنوار لفظة ريح الوهم.

(16)

بعد سفرٍ طويلٍ، عاد مضرّجاً بالدّماء. جرّحت الحقيقة خلاياه المتعبة، وأعادت بناءه من جديد.

(17)

كلّ هذا الارتحال القاتل للاشيء! وحده حفّار القبور يتدرّب على دفن الموت.

(18)

إذا كان لا بدّ من توبة، فواجبٌ وحقٌّ الاستغفار من الشّيطان. خلقناه عنوةً وأطلقنا عليه اسماً وكرّسناه للشّرّ ومن ثمّ رذلناه باسم التّجربة والغواية.

(19)

قد لا ترى أنّ الجبل ينهار. قد تعاند وتشير إلى شموخه. قد تخادع نفسكَ وتحاربها لتثبت أنّ القمم لا تزول. لكنّه ينهار، بل إنّه لم يكن جبلاً في الأصل. ما أكثر الصّحارى وما أعظم قوّة السّراب!

(20)

كلّ هذه السّبل الورديّة الغارقة في بهتان الزّمن، وتلك الأعمدة المرصّعة بحفيف الكلمات والأناشيد، وتلك الأجنحة المنشقّة عن حرّيّة العصافير. كلّها، بالكاد تخلص بكَ إلى تمتمات تختنق في حنجرتكَ الفانية.

 (21)

لستِ أنتِ بعدُ. القلق بادٍ على محيّا قلبكِ والنّفس شاردة في ماضٍ سحيق لا يتبدّل إلّا إذا كنتِ اليومَ، الآن، أنتِ. العمرُ عمرٌ والأيّام أيّامٌ. فابحثي في  الفرق الدّقيق بين شروق وغروب أزليّ ولحظة تساوي عمراً تهبطُ بكِ إلى الأودية العميقة ثمّ ترفعكِ إلى "أنتِ". مزّقي تلك الصّور الّتي تحتجبين خلفها وذلك الخمار المسدل على أطراف باهتة واخرجي إلى النّهار الوحيد.

(22)

البداية من القمّة عقيمة. من علياء الضّمير المنفرد المتفرّد المقيّد بالأسماء والأعداد. النّهاية عنيفة الوضوح، عود إلى "القمم"، إلى التّوحّد.

(23)

الاختراعات كثيرة ومتعدّدة على امتداد التّاريخ. المعلوم منها حقّ إلى حين والمجهول حقّ إلى ما هو أبعد من الحين. يشترط لقمة فقير وخنوع امرأة وتيه أسير وغطرسة محتكر لهياكل الخواء.

(24)

السّماء زرقاء والبحر أزرق والألوان مكر الهواء في صفائه أو كدره. كم هو محظوظ  ذلك الضّرير المنتصر بعصاً على خدعة النّظر!

(25)

الهولوكوست الحقيقي بدعة والهولوكوست المخفيّ في أروقة الآلهة حقيقة.

(26)

عبثية غودو نجاة  لمنتظري الخلاص.

(27)

الوشاية بالآلهة عقاب أزلي. من هو الإله الحقيقي؟