الجمعة، 27 يناير 2017

أهمّية اللعب عند الأطفال

مادونا عسكر/ لبنان

بعض التّيارات الفكريّة تتحدّث عن أهمّيّة اللّعب عند الأطفال، كوسيلة لتنمية قدراتهم الفكريّة والنّفسيّة، وذلك من خلال استخدامهم مخيّلتهم وكيفيّة تصوّرهم للأمور.  كما أنّ البعض يرى أنّ اللّعب يسمح للطّفل بالتّعبير عن شعوره الدّاخليّ، فيحوّل كلّ الضّغوط الّتي واجهها خلال العام الدّراسي ليفرّغها في اللّعب، ما يؤدّي إلى إحساس بالرّاحة وعيش للانفتاح.
- تحديد معنى اللّعب:
اللّعب هو ترك الّذات في قلب النّشاط للتّرفيه عن النّفس والاستمتاع. ليس للّعبة بحدّ ذاتها هدف خاص بها، وإنّما ومن خلال اللّعب، يأخذ الطّفل ما هو بحاجة إليه. بشكل أو بآخر، للّعب هدف تربويّ يسمح للمربّين بالوصول إلى أهدافهم التّربويّة. ويمكن للّعب أن يكون مصدراً مهمّاً لاكتشافات الطّفل الجديدة، وبالتّالي عمليّة النّموّ الفكري والجسدي والرّوحي.
- باللّعب يكتشف الإنسان ذاته والعالم من حوله:
أن يلعب الطّفل فهذا يعني أن يكتشف محيطه وبيئته. ما يجعل من اللّعب وسيلة لاكتشاف الجسد ومحدوديّته، ويتيح للطفّل تعلّم كيفيّة استخدام المتوفّر لديه. كما أنّ امتلاك بعض الألعاب يحوّل طريقة اللّعب إلى سياسة تربويّة، تترك عند الطّفل علامات استفهام تجريبيّة، من خلالها يكتشف قيمة الأشياء، وإمكانيّة التّعاطي معها. هذا الاكتشاف لا يختصّ فقط بالألعاب وإنما بالقيّمين على الطّفل في فترة اللّعب. فيجد الطّفل أن أهله فخورون به إذا ما قام بعمل إيجابيّ، كالرّسم أو العمل اليدوي... فتتطوّر العلاقة بين الأهل والأطفال، وعندها يحقّق اللعب هدفه التّربوي. وبالتّالي يشعر الطّفل بوجوده وقيمته الفعّالة في محيطه، ما يكسبه مقدّرات ومعطيات تجعله في ما بعد إنساناً ناضجاً.
- اللّعب وسيلة لتحريك المخيّلة:
بتحريك المخيّلة واستدراج ملكاتها يصبح الطّفل خلّاقاً في حياته اليوميّة. فالأشخاص غير الخلّاقين يصعب العيش معهم، لأنّهم لا يملكون مرونة التّصرّف أمام أبسط المشاكل. وبالتّالي فإنّ اللّعب يحقّق للطّفل قدرة على خلق الحلول للصّعوبات واختبارها، وذلك يكون يتشغيل المخيّلة وتدريبها، فيبدع.    

من خلال الاكتشافات الّتي يختبرها الطّفل، ينمّي قدرات التّعلّم. وفي كلّ مرّة يكون هو سيّد الموقف في اللّعبة، يشعر أنّه مقدّر وذو قيمة، تجاه ذاته وتجاه محيطه. فتزداد ثقته بنفسه وتتقوّى شخصيّته، ويدخل بعلاقة مع الآخرين. واللّعب كوسيلة تعبيريّة، يدفع أولادنا لأن يكونوا أكثر انفتاحاً على الآخر، ويجعلهم يتّبعون الطّرق السّليمة ليأخذوا المبادرات ويسيروا نحو النّضج بخطى ثابتة. 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق