الجمعة، 27 يناير 2017

قراءة في " أناشيد وقصائد للفتيات والفتيان "، للكاتب الفلسطيني فراس الحج محمد


لعلّ أصعب ما يواجه الكاتب في صياغة النّصوص الأدبيّة هو الولوج في عالم الأطفال. هذا العالم الخاص جدّاً والّذي يتطلّب الكثير من الإحساس بالمسؤوليّة، إذ يستحيل الكاتب في هذا العالم إلى زارع يبذر أفكاره وأحلامه وأهدافه في أرض بريئة نقيّة، لم تدرك بعد خبرات العالم السّلبيّة والإيجابيّة. والطّفل يشبه البحر في اقتباله لكلّ الأمور، فهو يقبل كلّ شيء دون الكثير من التّحليل والتّفكير، ولا يمتلك القدرة الكافية لتقييم ما يعطى إليه حتّى يختار أو يرفض.
من هنا تقع على عاتق الكاتب الّذي قرّر صياغة نصوص تعنى بالأطفال، مسؤوليّة كبيرة، حيث أنّه وهو الزّارع ينبغي أن يبذر كلّ فكر يدعو للخير والمحبّة والجمال، فيبني عالم الطّفل على أسس إنسانيّة متينة.

هذا ما نجح الكاتب " فراس الحج محمد " بالقيام به، من خلال أناشيد وقصائد موجّهة للفتيان والفتيات. يلج من خلالها عالمهم الطّفوليّ البريء، ويطعّم جذورهم بسهولة ممتنعة بالفرح والمحبّة، ويحثّهم على القراءة  والتّعلّم ويبني لهم عالم الأبجديّة بحروف تغنّي وتتسلّل إلى أذهانهم بشكل سلس ومحبّب. كما يعزّز في داخلهم روح البحث عن الخير والحقّ والجمال دونما وعظ مملّ وإنّما على وقع كلمات ترنّ كما الإيقاع وصور هادئة بسيطة تأخذ الطّفل إلى عالم خاص يبني فيه أحلامه وأهدافه ونجاحه، فيكون غده إشراقة وطن رايته المحبّة والسّلام.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق