الأربعاء، 8 فبراير 2017

ذوات (4)


استنارةٌ
تدفّقت من رؤاه
أومأَت للخفق أن
"انْمُ"
جَمَعَ بيديْه حبيبات نُهاه
وفي روحي
نفخَ سِرّ الوجود.
---------------

يداك المسمّرتانِ 

على قلبي
تلاطفان توقاً يقتاتُ 
من ضياء الخبزِ
وسلام الخمرِ
فاسقنا
من طرفك دمعةً
ننهل من قبلتها
ولا نرتوي.

---------------

في أناه ضاعت صلاتي
عطراً
مشى على هدب الزّهر
فانحنى
يلملم من كنف السّماء
رؤىً
تجمّل أسفار الزّيت في سراجي
--------------

... ومتى أتممتَ صقل حروفي
وانحدرت إلى ذرى السّماء السّابعة
ارتفع إلى أرضي
بُثَّ فيها قطرة من أنفاسكَ
واحصدِ الصّمتَ
حبّةً حبّة
السّماء الثّامنة في الأفق تغنّي
عصافيرها تشتاق الارتحال.
--------------



ﺍﺭﺗﺸﻒ ﺍﻟﺪّﻫﺸﺔ
ﻭﺍﺳﺘﻌﺮ
ﺗﻤﺎﻳﻞ ﻋﻠﻰ ﻏﺼﻦٍ
ﺳﻠﻚ ﺭﻏﺒﺔ ﺍﻟﺮّﻳﺢْ
ﻟﻲ ﻓﻴﻚ ﺇﺭﺙ ﺳﻤﺎﻭﻱّ
ﻳﻮﺍﻋﺪ ﺧﻄﻮﺓ ﺍﻧﺒﻌﺎﺙ ﺍﻟﺰّﻫﺮ
ﻣﻮﺕ ﻳﺬﺭﻱ ﺍﻟرّﻣﺎﺩَ
ﻓﻲ ﻋﻴﻮﻥ ﺍﻟﻮﺭﻯ
ﻭﻣﻮﺕ ﻓﻲ ﺿﻤﻴﺮﻱ
ﻳﺴﺎﻣﺮ ﺍﻟﻨّﻮﺭ ﺍﻟﻤﺘﺪﻟّﻲ ﻣﻦ ﻋﻴﻨﻴﻚَ
ﺍﺭﺗﺸﻒ ﺍﻟﺪﻫﺸﺔ
ﺗﻮﺳّﺪ ﺣضن ﻧﺠﻢٍ
ﺗﻔﻠّﺖ ﻣﻦ ﻭﻫﺞ ﻣﺎﻛﺮٍ
ﻭﺍﻟﻖِ ﻋﻠﻰ ﻣﺴﻤﻌﻲ
ﺭﺅﻯ
ﺣﺠﺒﻬﺎ ﺍلله ﻋﻦ ﺃﻋﻴﻦ ﺍﻟﺒﺸﺮْ
---------------

هيّئ مكاناً للموج...
تراءى لي عند انتحار النّهارِ
ليلاً يطوّق سواعد الياسمينْ
ذبت أنتَ
في سلام الأغنية
كبرت أنا ألف عامٍ ونيّف
هكذا كان الوعد
أنا- أنت 
صورة إلهٍ
ترث الطّوبى فتملك على الأرض. 
---------------

الحبّ
لحظة هيام إلهيّ
اعتصار قلب السّماء
في تيه الخفقات
دمعة ظمأ
تهوي
في برّية الحلم
تفجّر رذاذ البسمات
---------------
اجعلني ثقباً في قلبكَ
سمة عشقٍ
ينزف طيب الخفقاتِ
يستحيل الدّمُ
دفق حبٍّ
يضخّ الحياة في الوريدِ
حتّى وإن
تفلّت النّفَسُ
يوم تومض السّاعة
موعد الرّحيل.
---------------


هذه الأنا المتّشحة بكَ
لو تلاشى نبضها
في سلام الأزرق الشّاسع
وتفتّتَ نُهاها
في لهوِ الأمواج
لاستيقظت عند بابكَ
حاملة قلبها
المتواضع
تروي لغفوكَ حكايا الأطفال
ونعيم الملائكة...
كلّما ثمل الشّوقُ
وارتجف الدّمع على ثغركَ
ها هي أنايَ
 تسابيح مذودٍ
أهيّئه لكَ...
---------------


في أروقة نار الأبد
نمت زنابق مبلّلة بالوحي
طاولت لهيباً
يصّاعد في الماء...
بين الوهج والنّضارة
تسكن عيناك
طراوة طرف روتْ ظمأ أبدي...
---------------

نظرَ إلى فوق
معانقاً السّحاب
ثمّ انحنى
وقطفَ من كرمها عنقوداً أخضرَ
تناهى إلى سمعه
ضمّة عطرٍ
أطفأَ مصابيح العالم
أضاءتْ نجمة في السّماء.
---------------
تبخَّرْ... تبخَّرْ
فيض من سنا
يخطف ما هدم الوجع
يواري عصف الرّيح
في بحيرة النّار
سنونوات تنبعث من شعاع
التفّ حول عنق الشّمس
واعد حبّة ملح
أحيا آخر أنفاس البحر
تبخَّرْ... تبخَّرْ
حتّى لا يبقى من الشّذا إلّا
قطرة تتأرجح بين الأرض والسّماء
حتّى لا يبقى من العشق
إلّا حرف يعزّي وَلَه اللّغة
---------------

خصلة من أنفاسي تترنّح في ثغركَ
تحثّ اللّفظ الأخيرْ
تحفر في الذّاكرة مجيئاً قادماً
نغمة واحدة تكفي
ليغرّد بعض منّي في كلّكَ
بعض منك يكفي
ليحلّق الحبّ وحيداً...

----------------

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق