السبت، 18 فبراير 2017

إشراقات السَّحَر- الجزء العاشر-



حالة حضور

لا تحضرُ، لا تغيبْ
لا تتكلّمُ، لا تصمتْ
لا تدمعُ، لا تضحكْ
لا تشرقُ، لا تغيبْ
حيّ أنتَ كما الرّيحْ
كما الجمال المحتجب في أسارير المزاميرْ
كما العيد يعانق الآنَ
ويتجلّى استحضاراً للّحظة بقوّة الرّوحْ...
بيني وبينك مسافة حبٍّ
وأنامل زرقاء ترنو إلى همسك الشّهيّ
وعبير سراج يئنُّ لقطرة ابتسامةٍ
تهوي في شعلة القلب فيستكينْ...
حضور مصلوب بين الأرض والسّماءْ
يذوق مرَّ المنونِ
فتطيب له الحياةْ...
---------------
أُتقن انتظارهُ

أُتقن انتظارهُ
حين يلتحف الصّمتَ
ويزهد في قلبي...
يُتقن الصّمتَ
ويتجرّع انتظاري
من سراج الشّوق المضطرمِ
كلّما تاق صمت الياسمين إلى عناق الفجر المنتظَرِ...
دمعة أولى تتجدّدُ
في رحاب العينين السّاكنتينِ
تبوح برقّة الكرومِ
وانسكاب العبير في الحدائق المتعبةِ
تشتهي اللّقاء وهو قائمٌ
تختلج في صفو الهوى والألمِ
وتنبعث لغة تغرّد في الأثير المتلألئِ
تبلّغ لهفة انتظاري الصّامتِ
إلى حبيب  يتقن احتضان لغتي...
---------------
السّرّ

السّر يتجلّى لحامل الفيض في ضمير قلبهِ،
يلمع في سماء عينيهِ
قوس قزح يتلألأ في أحضان الأكوانِ
بعد طلّ روى غليل الأنامِ.
في سماء عينيه عبرات ماضية حيث للجمال موطنٌ
تبارك أزاهير الشّوق المشتعلة
وتختفي خلف صمت الأودية
لتعود وتظهر كالبرقِ
تهيّئ للسّحاب مواعيد المجدِ.
السّرّ حقيقة تشرق لغريب عن حقائق الأرضِ
يحيا في صميم العالمِ
غير أنّ السّرّ مسكنه منذ البدءِ.
يتطلّع دوماً إلى مسارح الحبّ
حيث العطر دائرة من نورٍ
ينسكب فيها دفق نبضه المشتاق لذرى الأعالي.
---------------



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق