الأربعاء، 8 فبراير 2017

ذوات (5)


مرخىً على أناملها
نسمة ماء
رهيفة كالدّمع
شفيفة كاللّاشيء
تلقّفتها من راءٍ
حجبتْ عينيْه ستائرُ السّلام
نور يتفقّد وجنتيْها كلّ مساء
يحاصر ملامح النّهار
يحرّرُ موت الأيّام
أناً
على القممِ اتّكأت
تقتات ذرى الجمال ولا تشبعُ.
--------------
ﻏﻦِّ
ﺑﻼ ﺃﻟﺤﺎﻥ
ﻭﺍﻧﻔﺮﺩ ﻓﻲ ﺭﺳﻢ ﺍﻟﻨّﻐﻢ
ﺑﺄﻭﺗﺎﺭ ﻗﻠﺒﻲ
ﻏﺪﺍً
ﺗﺘﺴﻤّﺮ ﺍﻟﻠّﺤﻈﺔ
ﻋﻠﻰ ﺻﻠﻴﺐ ﺍﻟﺰّﻣﻦ
ﻭﻳُﻌﻠَّﻖُ ﺍﻟﺤﺐّ
ﻋﻠﻰ ﻣﻴﺎﻩ ﺍﻟﻮﺟﺪ
ﻓﺄﻋﻮﺫ ﺑﻠﺤﻨﻚ ﺍﻷﺣﺎﺩﻱّ ﺍﻹﻳﻘﺎﻉ
ﺃﻣﺎﻡ ﻭﺟﻪ ﺍﻹﻟﻪ...

---------------

يخفّ إليّ
وعقارب السّاعة تنكفئ إلى ما قبل التّاريخ
يختزل الوقت في دمعة
تسري على موجٍ
نجا من براح الغمام
أعظم من اللّقاءِ
توق تمرّس في الوجدان
وهو في فكر الإله
كنجمة
أسرتها السّماء
فابتهجتْ...
---------------


بالرّجاء أسكنكَ
بالحبّ تخلد في مخدعي
غريبةٌ تصغي إلى وقع الارتحال
غريبٌ
على ضفّة روحي
يُنشد خواتم الوحي
ثمّة سبيل يطوي آخر حبّة تراب
ثمّة غريب رفيق
نزل من السّماء
صعدَ إليّ
وأجلسني في عمق كلمة
لا تنعس لا تنام...
-------------

سناً
على كتفه ينسدلُ
يمرّغ وجهي بكلمة تُرى
ولا تُقالْ
هالة إنسان تعانق وجه الإله
في الأرضِ
كلمة إله ترنو إلى هيئة إنسان
في السّماء
لِمن الأرض إن
لم يشتعل الماء في صرخة عشقٍ
لمن السّماء إن
لم تَهِمِ النّار في رعشة نقاء

---------------


شذىً
أشهى من الخمر
يتقاطر من كرمة ملاك
عناقيد
بكَتْ ملءَ الزّمان
فحلّ
دمٌ في دمي
يكتب سرّاً
قصائد رسولٍ
على حبّه مذهبي
---------------

عزف كأنّه الرّؤى
يتسلّل إلى اللّاوعي
يوقظ سنابل تنأى
عن مفاتن الورى
يعلن وعياً جديداً
يتراقص على أوتار قيثارة صامتة
تنشد بعيْنيْها
لحن الجمال
يَدانِ من صُنع الإله
تومضان
يأتي الّذي هو
يجتاح مِلْئي...
---------------



أتوحّدُ
فألقاكَ في دمعة نسمة
تدفن قلبكَ في عينيَ
تضمّ جناحي وردة
قبّل خفرها الشّتاء
ذات عناق
أوردة الأرض تئنّ لمائكَ
والشِّعر يبكي حروفه الأخيرة
---------------
تانك العينان المعلّقتان
على كلّكَ
المُتماهيتان والدّمع الرّاقد في مقلتيْكَ
لو ذابتا في غفوة الموت
وعانقتا ملائكة الرّحمة
تمتدّان إليكَ
من حقيقة الحلم
من أرض الأحياء
تنثران الدّفء في رحابكَ
لو تعاظم الشّوك المتمرّس في ورودكَ
وتمزّق خمر كرمتك شوقاً
تانك العينان
تضمّان عينيكَ
ما دام الأبد ينعم بالسّلام.
---------------


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق