السبت، 18 فبراير 2017

إشراقات السَّحَر- الثاني عشر-


أنا وحدي أراكِ



كنت أراكِ في القصائد تنشئين وتكبرين
تبارى الشعراء في رسمكِ...
كم شاعر سهر لتصوير ابتسامتكِ
كم شاعر جرّب أن يحاكي عينيك تنفتّحان صباحاً
ليصحوَ الكون حتى تريه فيسعى إليكِ
كم شاعر بكى حتى مات لأنّه عبثاً سعى إلى سرّكِ
كم شاعر جنّ لأنّه خرج يجوب الأرض بحثاً عنكِ
فلم يجدكِ...
كتبوا وماتوا ولم يرَوْكِ
كنتِ في دواوينهم عروس الكون تكمل زينتها
وذات مساء خرجتِ لي وقلتِ:
" ها أنا حبيبي قد اكتملت لكَ"...
وحين أخذت يدك بين يديّ علمت أنك لست من بنات الشعر والخيالْ
بل أنت حلمي صار بين يديّ
لأنت الحلم والحقّ...
وما أنا بمجنونٍ،
ولكنّ يقيني أنّهم لن يصدقوا...
هم لا يرونَكِ
أنا وحدي أراكِ...
---------------
سحاب أزرق
يخرج عن مسار اللّاشيءْ
يروم ما بعدهُ
يلتمس شذا جداول رؤيويّة
تهدر بصمت مؤلمْ
تجرف بدءاً يتجدّدْ
ونهايات تبتدئْ...
يتفلّت من قبضة سنونوة مهاجرة
 يحفر في قلب الرّيح نغمة
يطلق لها العنان نحو الشّرقْ
يقف على سحاب أزرقْ
غريباً
وحيداً
متفرّداً
يغسل بقايا الكلماتْ
ويخطّ آخر مدامع القصيدة...

---------------

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق